مقدمة نشرة الأخبار
|
الجمعة 01 نيسان 2022

الخامس عشر من أيار يوم مهم، أما السادس عشر من أيار فيوم أهم.
فإذا كان الأول، هو يوم الانتخابات النيابية المنتظرة، فاليوم الذي يليه هو يوم الاستحقاقات الكبرى، سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً، وهي استحقاقات ربطها كثيرون في الداخل والخارج بالاستحقاق النيابي.
غالبية المرشحين لا جواب واضحاً لديهم: فبعضهم غير مهتم في هذه المرحلة إلا بالحفاظ على المقعد أو الحصول عليه، وبعضهم الآخر لا خطة مرسومة لديه، إلا الشعارات العامة التي تملأ اللوحات الإعلانية بكلفة باهظة، والتي يتداولها الأنصار من دون إدراك أو تفكير، لأنهم لو أدركوا وفكَّروا لفهموا على الفور نسبة الفراغ الذي تحتويه.
أما بالنسبة إلى الحكومة، فالجواب أيضاً غير واضح. وإذا كان الأكيد الوحيد هو تحولها إلى تصريف الأعمال مع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد، فالمؤكد أيضاً أن معظم الوعود التي أطلقتها لم تبلغ الى الآن حتى درجة الحبر على الورق، لأنها حتى اللحظة في نظر معظم اللبنانيين على الأقل، مجرد كلام في الهواء، بلا ترجمة عملية، إلا اقتراحات الكابيتال كونترول ومشاريعه، التي يهاجمها أهل البيت من النواب والوزراء قبل سواهم، فضلاً عن الكلام المكرر عن خطط تعاف لا تبصر النور، ومفاوضات لا معطيات ملموسة حولها إلا التعابير العامة في البيانات.
أما على مستوى الخارج، فالجواب غائب عما بعد الخامس عشر من أيار في لبنان. فالشعارات الكبيرة التي رفعت بعد السابع عشر من تشرين سقطت، والاهتمام الذي غلّف الوضع اللبناني ردحاً من الزمن كاد أن يختفي، في وقت يترقب اللبنانيون خلط الأوراق الاقليمي وتداعياته المحتملة على الساحة المحلية، ليبنوا على الشيء مقتضاه.
وقبل الدخول في سياق النشرة، بمواضيعها السياسية والقضائية والمصرفية والانتخابية، ولأننا على مسافةِ أربعة وأربعين يوماً من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com