العنوان الاول الاسبوع المقبل هو اقفال باب تسجيل اللوائح ليل الثلاثاء-الاربعاء.
فبعد هذا التاريخ، نكون دخلنا جدياً في المعركة الانتخابية، التي يفترض أن تحدد ملامح المجلس النيابي الجديد بعد اقفال صناديق الاقتراع وفرز الاصوات ليل 15-16 ايار المقبل.
وفي الانتظار، ثلاث ملاحظات:
الملاحظة الاولى، ان اللبنانيين يتجهون إلى صناديق الاقتراع هذه المرة من دون عنوان واضح للمعركة. فلا التنافس هو بين توجهات استراتيجية كملف السلاح، ولا هو بين مشاريع اقتصادية وتصورات محددة للخروج من الازمة. الانتخابات المقبلة تبدو حتى الآن منازلة شرسة بين قوى تطلق شعارات تستغل فيها الوضع السيء للانقضاض على خصومها، وأخرى تبرر ما وصلنا إليه بإلقاء اللوم على الآخرين.
الملاحظة الثانية، أفرغت الممارسة اللبنانية قانون الانتخاب النسبي من مضمونه. فإذا كان الهدف من وراء النسبية في اي مكان من العالم هو تشجيع القوى السياسية على طرح برامج والتنافس على اساسها بغض النظر عن اشخاص المرشحين، فتطبيق النسبية على الطريقة اللبنانية أفضى إلى ما يسمى تحالفات انتخابية، التي يجتمع اركانها في لوائح حتى يوم الانتخاب، قبل أن يعودوا الى الافتراق في اليوم التالي، بغض النظر عن اتفاقهم او خلافهم حول هدف او مشروع.
الملاحظة الثالثة، سقوط كل الشعارات التي رُفعت بعد 17 تشرين الاول 2019، حيث تبيّن ان البديل عن الطبقة السياسية السيئة هو بعض هذه الطبقة السيئة على حساب بعضها الآخر، فيما الوجوه الجديدة لم تنجح في فرض نفسها أرقاماً صعبة على الساحة الانتخابية، بفعل الاحتراب الداخلي على المقاعد، والأهم بسبب غياب الرؤية السياسية والاقتصادية الموحدة، ولو بخطوطها العريضة.
ولأننا على مسافة ثلاثة وأربعين يوماً من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا