
يعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن الانتخابات البرلمانية في أيار القادم مصيرية، ويعتقد أن حزبه يتعرض لحرب إلغاء شرسة، داخليا ودوليا.. الجزيرة نت حاورت باسيل حول مجمل الملفات الساخنة على الساحة اللبنانية والإقليمية والدولية في أول حوار ضمن سلسلة من المقابلات مع رموز التيارات السياسية في لبنان حول الانتخابات
ويعتبر زعيم أكبر تكتل مسيحي في لبنان أن المعركة الانتخابية محصورة داخل طائفته، ويصفها بمقاومة حرب الإلغاء التي يخوضها حزب القوات اللبنانية ضده.
كيفما جال باسيل تغزو يافطات “القوات” أطراف طرقات لبنان ممهورة بشعارات الخصومة ضده وضد حليفه الأقوى حزب الله.
منذ عام 2015 حمل باسيل لقب زعيم التيار الوطني الحر بدعم من حماه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي عاد إلى لبنان عام 2005 بعد الانسحاب السوري، والمفارقة اليوم، بعد سنوات سياسية ماراثونية يجد باسيل نفسه قريبا من سوريا أكثر من أي وقت مضى.
وفي حديثة، تظهر هواجس باسيل على ما جسده من حالة سياسية وصلت أصداؤها إلى كل العواصم المعنية بالملف اللبناني، فعاقبته الولايات المتحدة وقاطعته دول خليجية.
في المقابل، يتهمه خصومه بفتح معارك على كل جبهة يراها طريقا لبلوغ منصب رئاسة الجمهورية، في حين لا يتردد هو بالهجوم على منظومة سياسية يتهمها بالفساد رغم أن تياره كان جزءا من سلطتها التشريعية والتنفيذية منذ العام 2005، لكن باسيل يسعى لدحض الكثير من الاتهامات والمواقف السلبية منه بسبب تحالف مع حزب الله بعد 16 عاما من توقيع ورقة التفاهم بين الرئيس ميشال عون وأمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وفي لقاء خاص مع الجزيرة نت يتطرق باسيل إلى ملفات تشغله قبيل الانتخابات وبعدها، مع الحلفاء والخصوم، ويتحدث عن أدوات معركته في الشارع المسيحي، ويجيب عن أسئلة إشكالية حول علاقته بحزب الله وطموحاته الرئاسية، ولقائه الأخير مع منافسه على كرسي الرئاسة المقبلة، ويعرض مقاربته للملفات الإقليمية المرتبطة بلبنان، ويكشف عن زيارة قريبة لدمشق.
تحديات الانتخابات
كيف يخوض التيار الوطني الحر معركة الانتخابات البرلمانية للعام 2022؟ وبماذا تختلف مقاربته عن انتخابات 2018؟
شكليا، لا فرق في مقاربتنا السياسية لانتخابات 2022 عن انتخابات 2018، لأن نهجنا وبرنامجنا لم يتبدلا، لكن التحولات الكبرى التي طرأت على لبنان جعلت من ظروف الانتخابات استثنائية بالنسبة لنا، والمفارقة الأهم لتيارنا أنها جاءت في بدايات عهد رئيس الجمهورية ميشال عون عام 2018، فيما تأتي انتخابات 2022 بآخر عام من عهده، وتلك الانتخابات خضناها بدافع برنامجنا الإصلاحي والأمل بتحقيقه، أما هذه الانتخابات فنخوض معركة الدفاع عن وجودنا.
هل تقصد أن وجودكم مهدد؟
نحن كفريق سياسي بما نمثله وطنيا ومسيحيا نتعرض لحرب إلغاء شرسة داخليا ودوليا ومن قبل قوى إقليمية تقف ضد سياستنا -وفي طليعتها أميركا- مع كل من ساهم بشن حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، وكل من يضغط علينا لقبول لبنان توطين الفلسطينيين والنازحين السوريين والقبول بشروط السلام مع إسرائيل رغم احتلالها أجزاء من أرضنا ونهب ثرواتنا.
وما نصفه بحرب إلغائنا بلغ ذروته في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 الذي فرض حصارا ماليا واقتصاديا دوليا علينا حتى نقبل بشروط التسوية الكبرى المطلوبة من لبنان.
كيف تشككون بمصداقية انتفاضة شارك فيها آلاف اللبنانيين وتصفونها باستهداف وجودكم؟
نحن نميز بين الثورة الكاذبة وتلك الصادقة، واللبنانيون بأغلبيتهم الساحقة لديهم رغبة بالتغيير، لكنهم انسحبوا تباعا من الشارع إلى أن تبددت الثورة وتحول جزء كبير منها لمعركة هجوم على عهد الرئيس عون وتوجيه الشتائم ضد تيارنا.
والدليل أن ما سميت ثورة لم تنتج أي شيء إيجابي للبنان، ثم انكشفت هوية المتسلقين عليها من قوى سياسية تقليدية، وفي طليعتها حزب القوات اللبنانية.
لكن، هناك جو عام يوحي أن شعبية القوات اللبنانية تجاوزت شعبيتكم بالشارع المسيحي، كيف تتعاملون مع هذه التقديرات؟ وما توقعاتكم للقوات في الانتخابات؟
لو كانت القوات تلتزم بالقانون -وهي دائما خارجه- لكانت التزمت بسقف الإنفاق الانتخابي، واليافطات التي تكتسح لبنان لصالحها أحد تجليات الإسراف الهائل من أموالها، سواء تلك التي راكمتها في الحرب أو تلك المتأتية من الجهات الإقليمية التي تمولها بملايين الدولارات وفق معطياتنا، لاستغلال حاجة اللبنانيين بمعركتها ضدنا عبر شراء الأصوات والذمم، وهذا ما ننبه اللبنانيين منه.
كل استطلاعاتنا تؤكد أننا ما زلنا الأقوى بالشارع المسيحي، لكننا نقلق من الأسابيع المتبقية قبل الانتخابات نتيجة ما تجمع لدينا من معطيات موثقة عن أموال انتخابية إضافية هائلة تسعى القوات لضخها بالشارع، لتحجيم كتلتنا البرلمانية بأي ثمن.
وحجم كتلتنا في البرلمان المقبل مقرون بعاملين: صوت الناس الذين لم يبدوا رأيهم بعد في دوائرنا، والمال الانتخابي الذي لا نملكه، وبالتالي لا نستعمله في مخاطبة الناس، وهو ما تؤكده حملتنا الانتخابية والإعلامية المتواضعة.
المصدر: الجزيرة نت
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا