محلي
|
الإثنين 04 نيسان 2022

مقدمة نشرة الأخبار المسائية – الإثنين 4 نيسان 2022

لا تغفِر لهم يا لبنان لأنهم كانوا يدرون ماذا يفعلون.
لا تغفِر لهم لأنهم أضاعوا من عمرك ومن عمر الناس، ثلاثَ سنوات تقريباً، كان يمكن أن تكون زاخرة بالإنجازات، وبالعمل الجٍدي للإنقاذ، بدل الإصرار على اضاعة الفرص، والقضاء على ما تبقى من أمل، بدل البناء عليه، لتجاوز الصعوبات والتقدم إلى الامام.
لا تغفِر لهم، لأنهم أغرقونا بالشعارات التي ثبُتَ أنها فارغة، وطبَلوا آذاننا بصراخهم السخيف، وفوضاهم المنتجة فقط للخراب فوق الخراب.
لا تغفر لهم، لأنهم رفضوا مدَّ اليد إلى من مدَّها إليهم منذ اليوم الأول لثورتهم المسيَّسة، التي مهَّدت لظروفها قوىً سياسية معروفة، حيناً بتعطيل كلِّ طروحات الإصلاح، وأحياناً بالتشويش على القمة الاقتصادية العربية في بيروت في بداية عام 2019، وبأحداث قبرشمون في حزيران من العام نفسه، على وقع حمْلات لا تنتهي من الشائعات والأكاذيب والأضاليل منذ بداية عهد الرئيس ميشال عون، والتي لا تزال مستمرة إلى اليوم.
لا تغفر لهم، لأنهم لم يهدموا ليعيدوا البناء على أسس صلبة متينة، بل لأنهم هدموا للتهديم وخرَّبوا للتخريب.
سنواتٌ وأشهرٌ مضت، وهم يطالبون بالانتخابات. ولما دنا موعد الاستحقاق، تفرَّق العشاق: بعضهم انضوى في لوائح الأحزاب التي شاركت في كل السلطات حتى أمس القريب، وبعضهم الآخر تقاتل على فتات الكراسي واستفاد من التمويل المفضوح ثم انسحب.
لا تغفر لهم يا لبنان، لأن ثورتهم لم تكن إلا ثورة المنظومة الفاسدة ضد الإصلاحيين الحقيقيين، الذين نادوا بالتدقيق الجنائي منذ التسعينات، وبالموازنات وقطع الحساب منذ ال2005، وبإقرار القوانين الإصلاحية المعروفة وتطبيقِها في كل الأيام.
لا تغفر لهم يا لبنان، لأنهم شتموا، وهاجموا الصالح قبل الطالح وتنمروا على الشرطي قبل اللص وحكموا على الأوادم قبل الزعران.
لا تغفر لهم يا لبنان. ومع إقفال مهلة تسجيل اللوائح منتصف هذه الليلة، فليبدأ شعبُك مسيرة المحاسبة. المحاسبة الديموقراطية في صناديق الاقتراع. المحاسبة المبنية على العقل والمنطق، لا الغرائز والانتقام والحقد الدفين.
ولأننا على مسافة 41 يوماً من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com