مقدمة نشرة الأخبار
|
الأحد 02 كانون الثاني 2022

جبران باسيل سمَّى… فهل يجرؤ الآخرون؟
هل يجرؤ الآخرون على قول الاشياء كما قالها، وعلى رفع الصوت كما رفع؟
هل يجرؤ من سرقوا ثورة الناس في 17 تشرين الاول 2019، قبل ان يقلِبوا لهم احلامَهم الى كوابيس، اولُها ارتفاعُ سعر صرف الدولار وليس آخرَها انهيارٌ شامل في كل القطاعات؟
هل يجرؤ ابناءُ الاقطاعيين واحفادُ التقليديين من المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة زوراً باسم الثورة والتغيير والمجتمع المدني، مستخفين بالشعب اللبناني الذي يعرفهم خير معرفة، ويتبين مآثرهم في كل قرية وبلدة وقضاء؟
هل يجرؤ أركان الأحزاب التي تدعي أنها صارت تمثل غالبية المسيحيين، ولو من دون انتخابات؟ وبصراحة أكبر، هل يجرؤ سليمان فرنجية وسمير جعجع وسامي الجميل، ومعهم جميعُ المستنوبين الجدد، على مساحة الأصوات التفضيلية في مختلف دوائر الوطن؟
هل يجرؤ سعد الحريري ووليد جنبلاط وغيرُهما من ممثلي المكونات اللبنانية، التي يعاني أبناؤها جميعاً ما يعانون جراء الأوضاع الراهنة؟
هل تجرؤ سائر القيادات الزمنية، وحتى الروحية، ومعها جميعُ العاملينَ أو الطامحين إلى العمل في الشأن العام؟
هذا في الداخل. اما على مستوى الخارج، فهل يجرؤ جميع المعنيين او المتدخلين في شؤون لبنان؟
في كل الأحوال، إلى حيث لم يجرؤ الآخرون منذ الطائف، أو منذ الانقلاب على الطائف، ذهب رئيس التيار الوطني الحر اليوم، مثبِّتاً مبادئ وطنية وميثاقية أساسية وتأسيسية، وواضعاً في الوقت نفسه الجميع امام مسؤولياتهم.
أما الكلام السوقي المتداول على بعض مواقع التواصل، أو الوارد عبر بعض منابر الإعلام، فكأنَّه لم يكن، إذ لم نتعود يوماً أن ننجرَّ إليه، ولن نغيِّر عادتنا اليوم. واذا كان استباق كلمة جبران باسيل في الأيام الماضية مرفوضاً، سواء بالتحليلات او التمنيات او المزايدات، فاللبنانيون جميعاً مدعوون اليوم الى مواكبة مضمونها بإيجابية، والى منع تحوير معانيها او اخذها في اتجاهات لا تشبه مضمونها، من خلال الاجتزاء والتحريف والتفسير الخاطئ، على ما جرت العادة في ظل الجو السياسي والاعلامي الموبوء… ليبقى السؤال الموجه من الآن فصاعداً، إلى الجميع، ولاسيما إلى مرتكبي الاغتيال السياسي منذ عقود هو التالي: جبران باسيل سمى… فهل تجرؤون؟

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com