
غداً، جلسة رئاسية جديدة، ومجدداً بلا رئيس.
فالمواقف على تباعدها، والتعنّت بلا أفق سيد الموقف لدى فريق سياسي، واجهتُه القوات اللبنانية، وخلفيتُه رسالة سياسية واضحة، عابرة للحدود.
ففي مجلس يتبادل أفرقاؤه الرئيسيون القدرة على تعطيل النصاب، ويتشاركون العجز عن تأمين الأكثرية المطلقة لمرشح محدد، يصرُّ البعض على المكابرة، ويتشددون في رفض للتوافق، مزيِّنين موقفهم الذي سيؤدي حتماً إلى شغور السدة الأولى، بشعارات سيادية فارغة، ونظريات سياسية لطالما كان الفشل حليفَها الوحيد.
وإذا كان رافضو الحوار يكررون في المرحلة الماضية مقولة توحيد ما يسمى بالمعارضة، فانفراط عقد النواب الثلاثة عشر فخت الدف وفرَّق العشاق، حتى صار تجميعُ ما لا يُجمع، أشبه بالمهمة المستحيلة، علماً أن تحققها لم يعنِ يوماً أن الطريقة أمامها سالكة، لأن الأفرقاء الآخرين موجودون وأقوياء، إن لم يكونوا الأقوى.
وفي الخلاصة: في مرحلة الطائف، جمَّلوا الصورة بالحديث عن انهاء الحرب. فكانت النتيجة فقداناً للسيادة، وإلغاء للشراكة، وتأسيساً لنهج اقتصادي ومالي خاطئ، عنوانه الفساد.
وبعد الانسحاب السوري، باعوا الناس شعار تفادي الفتنة ولبننة حزب الله، ملتحقين بالتحالف الرباعي المشؤوم، لتكون النتيجة، تمديد الخلل الميثاقي، حتى عام 2016.
أما بعد أحداث 17 تشرين، فركبوا الموجة، وحاضروا بالثورة، لتكون النتيجة تسريعاً للخراب، ومنعاً للحلول، وانهياراً مأساوياً للوضع اللبناني، لا يزال مستمراً إلى اليوم…
قبل الانتخابات، قالوا للناس: انتخبونا ينخفض الدولار وتأتي الكهرباء ويقف التهريب ويضبط السلاح. واليوم يقولون: لن نتحاور، فرئيس التحدي هو الحل.
وكما في كل المرات السابقة، سيفشل الرهان، وسيدفع لبنان واللبنانيون والمسيحيون تحديداً الثمن.
هكذا جرى في مرحلة الطائف، ثم في التحالف الرباعي، و17 تشرين، وعشية الانتخابات، وهكذا يجري اليوم.
أما الفرق، كل الفرق، فهو ان وعي اللبنانيين قد تبلور، لأن الكارثة التي نعيشها اليوم ليست الا نتيجة لكل تلك الخيارات الفاشلة.
غداً جلسة بلا رئيس. وفي الايام المقبلة، ليس معروفاً إن كانت ستولد حكومة. لنا عودة الى التفاصيل، غير ان البداية تبقى من وثائقي الجنرال في جزئه الثامن.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا