
ماذا تُخفي المنظومة؟
هذا هو بكل بساطة، السؤال الذي يجب أن يطرحه على نفسه كل مواطن لبناني خسر جنى عمره اليوم، اذا لم يكن قد بدأ بذلك تزامناً مع محطات تعطيل التدقيق الجنائي الذي أقرته حكومة الرئيس حسان دياب على عهد الرئيس العماد ميشال عون في 26 آذار 2020.
ماذا تخفي المنظومة؟ ولماذا كلُّ هذا الغموض حول تقرير أولي صنَّفته وزارة المال اليوم مسودة، في محاولة مكشوفة للتملص من كشف مضمونه امام الرأي العام، وفي وقت رأت أن من واجبها تطمين اللبنانيين الى ان الاخبار المتداولة عن ورود اسمي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي فيه مغلوطة.
ماذا تخفي المنظومة؟ ولماذا اخفت وزارة المال ما وصل اليها منذ مدة من شركة التدقيق؟ لماذا لم تُعلن عنه في بيان شفاف، يضع اللبنانيين في صورة العمل الجاري للتدقيق في حسابات مصرفهم المركزي، الملاحق حاكمُه في دول كثيرة، بتهم اقلها الاختلاس وتبييض الاموال؟
ماذا تخفي المنظومة؟ ولماذا اصلاً تترافق كل خطوة من خطوات التدقيق مع هستيريا واضحة، متفشية بين اركان المنظومة وفروعها، الاركان والفروع، بشكل يدفع، لا الى الشك فقط، بل الى التيقن من وجود امر ما، يحاولون اخفاءه عن لناس.
ماذا تخفي المنظومة؟ ولماذا تستشرس الى هذا الحد في ايصال احد اركانها الى رأس الدولة؟ ولماذا تخاطر الى هذا الحد بالعيش المشترك والميثاق والتوازن وسائر الاسس الدقيقة التي يُبنى عليها لبنان؟
الاجوبة السياسية والقضائية على هذا السؤال ستتأخر. أما الاجوبة المنطقية والبديهية، فموجودة، لمن يريد ان يسمع ويرى ويفهم.
لنا عودة في سياق النشرة الى التفاصيل، لكن بداية نتوقف مع تغريدتين للرئيس عون اليوم.
في التغريدة الاولى، رسالة يقول فيها: أقلق عندما أرى مناصراً يدافع عن فكره والتزامه وخياراته، أو حتى عني، بالشتيمة وبالتنمّر… الحقيقة سلاحكم، والأخلاق ميزتكم.. بهما واجهوا، وحذارِ الشرود عنهما كي لا تفقدوا ذاتكم.
اما في الثانية، فمعايدة: في عيد الاضحى المبارك نستعيد، مسلمين ومسيحيين، المعاني السامية لهذا العيد الذي أتمنّى أن يعود على اللبنانيين بالخير وبمزيد من الوحدة والتماسك. ومع التهنئة دعوةٌ الى استلهام العِبر، كي تكون التضحية من أجل لبنان وسيادته وتعافيه. كل عيد وأنتم بخير.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا