كم يبدو حزيناً وكئيباً ومحبطاً مشهد إعلان بعض اللوائح الانتخابية في عدد من المناطق، بعد اثنين وثلاثين عاماً على انتهاء الحرب، واثنين وعشرين عاماً على تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وسبعة عشر عاماً على خروج الوصاية السورية، والأهم… بعد عامين ونصف العام تقريباً على أحداث 17 تشرين الأول 2019، التي رأى فيها البعض ثورة أو انتفاضة أو بارقة أمل.
كم يبدو حزيناً، مشهد إعلان لوائح الأحزاب التي شاركت في السلطة على مدى ثلاثين عاماً، أو على الأقل منذ عام 2005، لتعود اليوم وتتنصل من الانهيار، وتزعم القدرة على اجتراح المعجزات، في خطاب شعبوي، ولوائح إعلانية باهظة الكلفة، والهدف الوحيد خداع الناس، لكسب الاصوات.
كم يبدو كئيباً، مشهد الشخصيات السياسية ذات الولاءات المتعددة والمتنقلة، خارجياً وداخلياً، وهي تبدل الأقنعة، وترفع رايات التغيير، فيما ممارساتها السابقة تشهد عليها وليس لها، لكنَّها رغم كل ذلك، تظل تجد من المصفقين والمستلزلمين ما يكفي، كي تبقى موجودة على الساحة.
كم يبدو محبطاً، ولاسيما للشباب الطامح بمستقبل أفضل، والحالم بوطن على مستوى الطموح، مشهد الورثة السياسيين ينقضون على الطموحات ويقضون على الأحلام، ويمننون الناس بما يعتبرونه إنجازات الآباء والأجداد، وكأن كل مصائب البلد والشعب ولدت عام 2016، أو كأن سلالاتهم السياسة لم تكن حاكمة بأمرها وأمر الناس على مدى عقود طويلة ظالمة مجحفة، ندفع جميعنا ثمنها الفعلي اليوم.
لكن، في مقابل مشاهد الحزن والكآبة والإحباط، إيه في أمل… ولأننا على مسافةِ واحد وخمسين يوماً من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا