ماذا يعني سقوطُ الميغاسنتر؟
عند المنافقين، سقوطُ الميغاسنتر هو ضربةٌ سياسيةٌ جديدة، نجح خصومُ التيار الوطني الحر في تسديدِها اليه، علماً ان الموضوع مُدرجٌ اساسا في قانونِ الانتخاب الذي أُقرَّ بالاجماع عام 2017، وان رئيسَ الجمهورية العماد ميشال عون هو من اعاد طرحَه اخيرا في مجلسِ الوزراء بعدما تهرّبَ الجميعُ من تطبيقِه.
اما عند الصادقين، فسقوطُ الميغاسنتر هو “ضربٌ” سياسيٌّ جديد من سلسلة “الضروب” التي نجحت الطبقةُ السياسية بشقِّها الفاسد، المعروفِ بالمنظومة، في تسديدِها الى الاصلاح، وفي هذه الحالة، الى الاصلاحاتِ الانتخابية التي وردت في قانونِ الانتخاب بعد نضالٍ طويل… وسقوطُ الميغاسنتر هو قبل كلِّ شيء، خِدعةٌ جديدةٌ تُمارس ضد الشعب اللبناني، تحت شعارِ رفضِ تأجيلِ الانتخابات.
فمن اتى اصلاً على سيرةِ التأجيل؟ وهل الخيار يجب ان يكون دائما بين انتخاباتٍ مَشوبةٍ بالعيوب، وبين التأجيل؟ ولماذا يرفض البعض السيرَ بالاجراءاتِ المناسبة لتسهيلِ مشاركةِ الناس في العمليةِ الانتخابية، مع ضمانِ اجرائِها في موعدِها في الوقتِ نفسه؟
اصلاً، كل الحجج التي قدَّمها هؤلاء، ساقطةٌ وواهيةٌ و”بايخة”، وقد عرّاها بالكامل التصوّرُ البديل الذي طرحَه الوزير وليد نصار. فجميعُ اللبنانيين يعرفون ان هؤلاء لا يريدون لا ميغاسنتر ولا اصلاح، ولا حتى انتخابات… فلو كانت النيةُ موجودة، لكان بإمكانِهم البدءُ في التحضير لتطبيقِ الميغاسنتر قبل اشهر، عوضَ اضاعةِ الوقت بالتلاعبِ بقانونِ الانتخاب، تماما كما يستعدون لاستغلالِ ازمة البنزين والدولار، للحدِّ من مشاركةِ الناس في الانتخابات.
و”اهضم نكتة” في الموضوع اليوم، قصةُ التزامِ تطبيق الميغاسنتر في العام 2026، وكأن اللبنانيين لا يعرفون ان وعوداً من هذا النوع، لا مصير لها الا الحبرُ على الورق، على غرارِ البطاقةِ الممغنطة والدائرة 16 وباقي العناوين.
لكن، قبل العودة الى التفاصيل، ولأننا على مسافةِ شهرين تقريباً من الانتخاباتِ النيابية المُزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعدِ الذي يُمارِس فيه الشعب حقَّه الدستوري بأن يكون مصدرَ كلِّ السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.
ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا