
في موضوع سلاح المقاومة، ماذا تريد القوات؟ هل تريد من الناس ان يصدقوا فعلا انها مع حصر السلاح بيد الدولة والجيش؟ وكيف يصدقون اذا كان التحاقها بالتحالف الرباعي مع حزب الله في اول انتخابات بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005، واقعا سياسيا وتاريخيا موثقا، لا يمحوه تبرير ولا يلغيه تحوير؟
وكيف يصدقون اذا كان وزراء القوات جلسوا على مدى سنوات جنباً الى جنب مع وزراء حزب الله في الحكومات المتعاقبة، على رغم البيانات الوزارية التي تحدثت عن الشعب والجيش والمقاومة؟ وكيف يصدقون وصور وزراء القوات في مناسبات حزب الله تملأ مواقع التواصل، خصوصا في هذه الايام؟ وكيف يصدقون اذا كان سمير جعجع بالذات وصف وزراء حزب الله بالصوت والصورة بأنهم من افضل الوزراء؟
وفي موضوع الازمة الاقتصادية والمالية الراهنة، ماذا تريد القوات؟ هل تريد من الناس ان يسلموا بأنها تجسد رأس حربة الاصلاح، فيما الآخرون فاسدون؟ وكيف يصدقون اذا كانت القوات امضت سنوات طويلة في تبرير السياسات المتبعة منذ عام 1992، في مرحلة الاكثرية النيابية السابقة، أي يوم كان حلفها قائما مع تيار المستقبل؟ كيف يصدق الناس القوات اذا كان احد وزرائها قد فاخر ذات يوم بقطع الطرقات بعد 17 تشرين، نظراً الى ما ادى اليه هذا الامر من تدهور في الاقتصاد ومن تراجع في قيمة الليرة وما أمنه من غطاء لتهريب الاموال؟وكيف يصدقون اذا كان صوت القوات خافتا او حتى خافيا في دعم القضاة الذين تجرأوا على مواجهة المنظومة؟
وفي موضوع وزارة الخارجية اليوم، ماذا تريد القوات؟ هل تريد من الناس ان يصدقوا بأن حملتها مبدئية وتعبر عن حرص على الانتشار؟
وكيف يصدقون اذا كانت هي اول من لحس التوقيع عن الدائرة 16 التي كانت تسمح للبنانيين المنتشرين في العالم بأن يترشحوا ويقترعوا لمن يمثلهم بشكل مباشر، بعدما شوهت صورة القانون الانتخابي الذي وافقت عليه وتبنته عام 2017، لا بل سمَّته في اعلامها بقانون جورج عدوان؟
وفي هذا الاطار، الكل يعرف ويعترف بالجهد الذي بذلته وزارة الخارجية لتسهيل اقتراع المنتشرين، من زيادة مراكز الاقتراع من 116 الى 205، وأقلام الاقتراع من 232 الى 598، يالتوازي مع وضع معيار واحد لكل دول العالم بجعل كل مركز اقتراع ميغاسنتر، يحتوي أقلام كل دوائر لبنان، إلا القوات، لفت رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، التي تريد فرض شروطها على الوزارة، خاصة في سيدني-أستراليا، وبشكل مختلف عن كل العالم.ت ريد جعل كل مركز اقتراع مخصّص لدائرة انتخابية واحدة، والاّ التهديد. هذا منطق الميليشيا بالفرض والكذب الذي لا ينتهي اعلن باسيل، ليختم جازما: القوات تطرح الثقة بالوزير، ونحن نطعن بأي تغيير للمعايير الواحدة لصالح الميليشيا.
ماذا تريد القوات؟ الاسئلة كثيرة حول مواضيع كثيرة. اما الاجوبة، فموضوع آخر. وحال القوات هو حال قوى وشخصيات كثيرة سنطرح ما لها او عليها في الآتي من الايام.
ولأننا على مسافة 24 من الانتخاباتِ النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكَذب المركّز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولمّا تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا