مقدمة نشرة الأخبار
|
السبت 05 أيلول 2020

ضمن ويلاته الشهيرة، قال جبران خليل جبران: ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبس مما لاتنسُج، وتأكل مما لاتزرع، وتشرب مما لا تعصر. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، و كل جزء يحسب نفسه فيها أمة.
والى ويلات الاديب اللبناني الكبير، اضاف الرئيس ميشال عون في مرحلة التظاهرات المؤيدة لتحرير لبنان والمنددة بالتلاعب بدستوره عام 1989: ويل لأمة تضحي بشبابها من اجل شيبها.
اما اليوم، وازاء التمادي في النكد السياسي ولو كلف الامرُ تدميرَ لبنان اكثر مما هو مدمر، فمن حق اللبنانيين الصادقين ان يضيفوا:
ويل لأمة يُقبِّل عَلمَها قداسةُ البابا ويزورها رئيسُ دولة كبرى مرتين في شهر للمساعدة، ولا يعرف بعض مسؤوليها وجزءٌ من شعبها كيف يلتفون حول دولتهم ورئيسهم الذي يعلمون عِلمَ اليقين انه ليس كالآخرين.
ويل لأمة شعبها عظيم وجيشها بطل وتملك كل عوامل القوة والنجاح، فيما يُدفع شعبُها دفعاً نحو الهجرة، وناسُها الى الكفر بوطن قدَّموا في سبيله الاف الشهداء.
ويل لأمة يَحرمُ بعضُ محترفي السياسة فيها دولتَهم من الاستفادة من ثروة النفط والغاز لسنوات، لمجرد منع فريق سياسي من تسجيل انجاز.
ويل لأمة يدفع بعضُ قادتها بالناس نحو العتمة، حتى لا يُنسَبَ انجازُ الكهرباء اربعا وعشرين ساعة على اربع وعشرين، الى من لا يوالونه في السياسة.
ويل لأمة يفضل بعض سياسييها ان يموت شعبُهم من العطش، حتى لا يُقال ان خصمَهم في السياسة نجح في بناء سد.
ويل لأمة يتمادى بعض مسؤوليها في تجاهل صوت الشعب، ومحاولة الضحك على المجتمع الدولي، فيسايرون مطلب التدقيق الجنائي، ثم يحاولون افراغه من مضمونه بالاعيبَ مفضوحة، وحرتقاتٍ كان ينبغي ان يوضَعَ لها حدٌ نهائيٌ منذ زمن بعيد.
ويل لأمة تساوي ثورتُها المزعومة بين مسؤولين اصلاحيين نهجا ومسيرةَ حياة، ومنظومةً فاسدة لا هم لها الا عرقلة الاصلاح، وابقاء البلاد ساحة للفساد لا وطنا للمستقبل.
ويل لأمة تشغل بالَها اشاعةُ وتُضيِّعُ وقتَها كذبة، ولا يكلف بعضُ ابنائها عناءَ البحث عن الحقيقة قبل اصدار الاحكام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com