
من جبران خليل جبران تعلمنا: “ويل لأمة تَكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين. ويل لأمة تلبِس مما لا تنسِج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصِر. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسَب نفسَه فيها أمة”. ومع ميشال عون رددنا: ويل لأمة تضحي بشبابها من اجل شيبها”. امس قلنا: “ويل لأمة يفضل بعضُ سياسييها ان يموت شعبُهم من العطش، حتى لا يُقال ان خصمَهم في السياسة نجح في بناء سد. ويلٌ لأمة يتمادى بعضُ مسؤوليها في تجاهل صوت الشعب، ومحاولةِ الضحك على المجتمع الدولي، فيسايرون مطلبَ التدقيق الجنائي في العلن، ثم يحاولون افراغه من مضمونه في السر، بالاعيبَ مفضوحة، وحرتقاتٍ كان ينبغي ان يوضع لها حدٌ نهائي منذ زمن بعيد. ويل لأمة تشغل بالَها اشاعة وتُضَيع وقتَها كذبة، ولا يتكلف بعضُ ابنائها عناءَ البحث عن الحقيقة قبل اصدار الاحكام. اما اليوم، فنضيف: ويل لأمة تعرف ان ما تراه ضلالٌ وما تسمعُه دجلٌ، لكن بعضَ شعبِها يُصر على اعتبار الضلالْ صحيحا، والدجلْ حقيقة. ويل لأمة لا تقرأ التاريخ، واذا فعلت، قرأته بعين واحدة، فحفِظت شيئا، لكن غابت عنها اشياء. ويل لأمة تنسى مسارَ بعضِ سياسييها او تتناساه، او يستسلمُ بعضُ ابنائها لغسْل الدماغ، فتَقبلُ من الفاسد او ممن غطى الفساد ان يطالب بالاصلاح، ومن المرتكب المحكوم او المعروف، ان ينادي بالعدالة. ويل لأمة يَعِظُ بعضُ قادتها الناس بحرية القرار، فيما عمرُهم في السياسة مجردُ ولاءاتٍ خارجية متنقلة ومتلاحِقة من مرحلة الى مرحلة، بين عدوٍ واكثر من شقيقٍ وصديق. ويل لأمة لا تنظر الى السارق في عينه، وتقول له: انت سارق… والى القاتل ايضا في عينه، لتقول له بشجاعة: انت قاتل: قتلْتَ ابطالَنا. قتلت شبابنا. قتلت اباءنا وامهاتِنا واطفالنا. وقتلت احلامَنا. قتلت تفاهماتِنا ومصالحاتِنا ووحدتَنا. واليوم، انت تقتل املَنا ومستقبلنا والحقيقة. ويل لأمة المجرم فيها يحاضر بالعفة، اما البريء النقي الصادق فعَلَيه تُصَوَبُ السهام، ومن نصيبه يكون التجريح. ويل لأمة لا تسامح على خطأٍ مرة ومرتين، بل عشرْ مرات. لكن ويلَها الاكبر إن سامحت الفَ مرة من دون ان يتعظ الجاني او ويستخلص العبرة، وظلت تسامح من دون ان تُصدر في حقه اقسى احكام السياسة والضمير. |
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا