مقدمة نشرة الأخبار
|
الجمعة 25 أيلول 2020
غالبيتُهم يكذبون على اللبنانيين. أما ميشال عون، فوحدَه يقول الحق.
عام 1989 حذّرهم من التسليم بالوصاية، وبدستور متلاعَبٍ به. فأتاه الجواب في السياسة، بأن الانسحاب السوري مضمونٌ بعد سنتين، وبأن الوفاق الوطني سيتحقق. أما الجواب العسكري، فوصل في 13 تشرين الأول 1990، ليتأخر التحرير حتى سنة 2005، ويختلْ التوازن.
بين عامي 1990 و2005 نبَّههم من تشريع الاحتلال بانتخابات مزورة، ورضوخٍ للأمر الواقع…ومِن إرساء اقتصادٍ يضرب قطاعات الانتاج، وسط جو عابق بالفساد. فكان الجواب الدائم: الاحتلال وجودٌ شرعي وضروري ومؤقت. أما الاقتصاد فريعي… والفساد شأن عابر.
بين عامي 2005 و2016، رفع الصوت ضد ضرب التوازنات وتغييب الموازنات. فكانوا يُجيبون بأن المطالبة باحترام التمثيل الصحيح طائفية. أما السعي إلى الاصلاح، فشرٌّ مطلق، تماماً كمشاريع الكهرباء والسدود والنفط التي ينبغي أن تُعرقَل مهما كان الثمن.
منذ بدء حياته العسكرية ثم السياسية، حذّر من مطامع إسرائيل، ومن خطر التوطين. ومنذ اليوم الأول للأزمة السورية، نبَّه من أن النزوح المفتوح تداعياتُه مدمرة للبنان. أما الجواب الشهير والمستمر، فالاتهام بالتعصب والعنصرية.
منذ تفاهم مار مخايل عام 2006، وصولاً إلى التفاهم الرئاسي سنة 2016، مروراً باتفاق معراب، دقَّ أجراسَ إنذارٍ بعدم الخروج على اللقاء والتواصل مع جميع اللبنانيين. جوابهم على مار مخايل، كان اتهاماً بإلقاء لبنان في أحضان الولي الفقيه. وردهم على التفاهم الرئاسي، كان قبولاً على مضض، وانقلاباً بعد حين. أما اتفاق المسيحيين، فنفروا منه ورفضوه، في مقابل تعاملهم مع ثنائياتٍ وتجمعات أخرى كأمر عادي، وحقٍ من الحقوق.
الإثنين الماضي في 21 أيلول 2020، سألته زميلة صحافية في بعبدا: إلى أين نحن ذاهبون إذا لم تُشكَل حكومة؟ فأجاب: طبعاً إلى جَهنم. وفي نيته طبعاً، الحثُّ على الانقاذ، بالتخلي عن حسابات المصالح.
أما الآخرون المعروفون، فاستنكروا وتأسفوا، مع علمهم المسبق بأنَّ ميشال عون وحده يقول الحق، فيما هم يكذبون.
فيا أيها اللبنانيون، لا تنسوا أبداً أنكم صرتم تعرفون الحقيقة، ووحدَها الحقيقة تحرِرُكُم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com