مقدمة نشرة الأخبار
|
السبت 22 آب 2020

يوما بعد يوم، يتأكد للقاصي والداني ان الحقد الدفين هو العنوان الأوحد على الساحة الداخلية، أقله بالنسبة الى جزء لا بأس به من الطبقة السياسية، ومن يدين لها بالولاء.
مداورة، يتبادل اركان تلك الطبقة، من شخصيات وقوى، ادوار اطلاق الشتائم والتحريض واثارة اللبنانيين ضد بعضهم البعض، الى جانب عاداتهم اليومية في رفع الشعارات وممارسة نقيضها، وفي الفصل التام بين القول الجميل والفعل القبيح.
اليوم، افرغ نائبٌ يُفترض ان يكون همُه الاول الوقوفَ الى جانب الناس بالتشريع والرقابة والخدمة العامة، ولا سيما في مواجهة المَصابات الاليمة المتتالية التي تعرضوا لها، واخرُها واقساها، مأساةُ انفجار المرفأ… افرغ النائبُ المذكور ما في داخله، وما في جعبةِ فريقِه، من احقادٍ على رئيسِ البلاد، وكأن النائبَ المذكور عضوٌ في جمعيةٍ خيرية، او راهبٌ ناسكٌ، او احدُ قديسي الشرق لا احدُ شياطينه.
اما الردُّ الفوريُّ، فاتى على لسان عشرات النواب، الذين غردت حساباتُهم رفضاً واستهجاناً واستنكاراً لما قيل. غير ان الردَّ الاوسع، وردَ عبر عشرات التعليقات والصور ومقتطفات الفيديو، التي ملأت مواقع التواصل، واسترجعت تاريخاً اسود وصوراً لشهداء وتفاصيل محطات اليمة ونصوص احكام قضائية مبرمة وقوانين عفو سياسية، تعبيرا عن القرف العام مما قيل، ومن العودة الى نغمة كان يفترض ان تكون طوتها مراجعات حصلت وتفاهمات وقعت وصفحات جديدة فُتحت.
على كل حال، ثمة ما هو اهم من علاج حالات نفسية سياسية ميؤوس منها.
فالاهم اليوم، انقاذُ الوطن. ومدخلُ الانقاذ حكومةٌ فاعلة ومنتجة.
وفي هذا الاطار، وبعد لقاء الرئيس ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم اجتماع بري مع رئيس التيار الوطني الحر والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، وفي ضوء الموقفين المعلنين، اقله حتى اللحظة، للاشتراكي والقوات، وقبل ايام من العودة المرتقبة للرئيس الفرنسي، يبقى الاساسَ ‏توافرُ التزام محلي ودولي ببرنامج اصلاحات كامل واعتبار تنفيذه شرطاً ملزماً ‏لحصول لبنان على أي دعم، وهذه ليست فقط شروطا دولية بل شروط ينبغي ان نضعها نحن كلبنانيين على انفسنا للنهوض.
واذا كان صحيحا ان المطلوبَ ولادة ُحكومة سريعاً، فالاصح انه لا يمكن ان يُفرضَ على اي فريقٍ ان يشاركَ في ما لا تتوافر فيه شروطُ النجاح. فلا احد مجبر بالفشل عبر المشاركة غصباً عن اقناعته. امّا اذا توافر الاقتناعُ بامكان النجاح، فالمشاركة تصبح واجبا والتهرب من المسؤولية عيبا… وللباقي تتمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com