
كتب فادي عيد “الديار”:
فوجئت الساحة الداخلية أواخر الأسبوع المنصرم ببيانات سفارات دول مجلس التعاون الخليجي، داعية رعاياها إلى الابتعاد عن أماكن التوتر والاشتباكات، لا سيما في مخيم عين الحلوة الذي شهد لأيام عديدة حرباً ضروساً بين حركة “فتح” و”جند الشام”.
وفي ضوء قراءات متباينة محلية وخارجية حول هذا التحوّل من قبل بعض دول المنطقة، كان لافتاً حجم الاستغراب من قبل المسؤولين اللبنانيين، وتحديداً رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط لبيانات التحذير.
علماً أن البعض منهم وجد أن الموقف الخليجي يندرج في إطار الاعتراض الشديد على تباطؤ السلطة اللبنانية وتلكئها في فرض سيادة السلطة الشرعية، وبسط الأمن على كافة أراضيها، فيما سارعت بعض الأطراف السياسية والأمنية الى التأكيد أن لا مخاوف من حصول خضّات أمنية في البلد.
وعلى هذا الصعيد، ورداً على سؤال حول التحذيرات الخليجية التي أربكت موسم الاصطياف ودوافعها، قال النائب في تكتل “لبنان القوي” ألان عون لـ “الديار” إن لا معلومات باستثناء التفسيرات التي صدرت عن المراجع المعنية، وكان آخرها سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، الذي أوضح أن الموضوع مرتبط خاصة بأحداث عين الحلوة، وهذا مطمئن ومفهوم من أي دولة حريصة على رعاياها.
وفي سياق آخر، وعلى المستوى السياسي الداخلي، والحوار الناشئ بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، وتلقّف رئيس مجلس النواب بسلبية طروحات رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بشأن اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، نفى عون وجود أي أجواء سلبي، موضحاً أنه لم يلمس هذا الشيء، مشيراً إلى أن بري “منفتح على الموضوع خاصة أن اللامركزية هي جزء من الدستور وجزء من اتفاق الطائف، طبعاً الكلّ متحفّظ بانتظار الصيغة التي ستناقش ولكن اعتقد أن هناك أرضية جدّية للاتفاق ما دام ليس هناك رفض بالمطلق”.
وعما إذا كان الوضع المسيحي يسمح بطرح ملفات خارجة عن اتفاق الطائف، في ظل حالة اللاتوازن القائمة اليوم بين الأفرقاء اللبنانيين، قال عون: “لا أحد يطرح شيئاً خارج الطائف، أو يطرح تعديله الآن وفي بلد كلبنان، أخشى أنه خارج إطار التوافق، ليس هناك أي إمكان لتعديل الدستور، فالبلد قائم على توازنات دقيقة، ولا أحد يريد العودة إلى الحرب كوسيلة لتعديل النظام. ولكن مع التسليم بهذا الأمر، هذا لا يعني اننا لسنا بحاجة في لحظة ما، وفي مناخ إيجابي توافقي لاحقاً، أن نسعى الى معالجة الثغر الدستورية التي بيّنتها الممارسة منذ الـ٢٠٠٥ إلى اليوم”.
أما عن المفاوضات بين رئيس التيار الوطني الحر وحزب الله وموقف التيار من ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور، كشف عون “أن المفاوضات ما زالت في بدايتها، وهناك مسودّة تتحضر لكلي الموضوعين: اللامركزية والصندوق الإئتماني، أما الشقّ المتعلّق بالترشيحات فمؤجل وبناء على نتائج المفاوضات تتحدّد الخيارات الأخيرة. وحتى هذا الحين، كلّ فريق يبقى على حاله”.
وعما ينتظره التيار من مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أكد النائب عون أن “التيار يتعاطى بإيجابية مع مبادرة لودريان، وننظر إليه وإلى فرنسا كوسيط صديق يريد الخير للبنان ويسعى للمساعدة. ولكن يدا واحدة لا يمكنها أن تصفّق، وعليه إذا لم تلتقِ الإرادة الداخلية مع الإرادة الخارجية، فمن المستحيل أن يتحقّق خرق ما على المدى المنظور، وبرأيي أن الشيء الوحيد الجديد والمتحرّك حالياً هو حوار التيار مع الحزب، الذي يمكن أن يشكّل نقطة تحوّل في الاستحقاق الرئاسي”.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا