الأحد 20 شباط 2022

كتبت صحيفة الديار تقول: بقي الحدث العنوان لليوم الثاني على التوالي امس الرسالة القوية التي وجهها حزب الله بعد ساعات على خطاب امينه العام السيد حسن نصرالله للعدو الاسرائيلي من خلال نجاح الطائرة المسيرة «حسان» في تنفيذ مهمة كاملة المواصفات في عمق 70 كيلومترا داخل اجواء فلسطين المحتلة وكسر كل مقولة الدفاعات الجوية والقبة الحديدية الاسرائيلية.

وبعد اكثر من 24 ساعة استمرت القيادة السياسية والعسكرية للعدو الاسرائيلي تحت وطأة الصدمة التي احدثها هذا الخرق الكبير «لشبكة الامان الجوي» للكيان الصهيوني وعكست وسائل الاعلام الاسرائيلية خيبة امل واضحة تجاه نجاح المسيرة التابعة لحزب الله في التفوق على صواريخ القبة الحديدية والطيران الحربي والمروحي الذي لم يتمكن من فعل اي شيء ولم يحل دون وصول الطائرة المسيرة الى صفد والعودة سالمة الى لبنان بعد اتمام مهمتها.

وفيما اكتفت «المقاومة الاسلامية» ببيان عن العملية قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس ان اهمية المهمة التي نفذتها الطائرة «حسان» هي انها اسقطت كل مقولات العدو عن مواجهة والحد من قدرات حزب الله العسكرية في مجال الصواريخ الدقيقة والمسيرات التي اكد السيد نصرالله انها من تصنيع الحزب.

واضافت المصادر «ان ما جرى يعتبر رسالة قوية وواضحة للعدو ردا على مقولاته واوهامه ولها اهداف اخرى لا يعلم بها الا الله والراسخون في العلم»، في اشارة الى مفاجآت ونجاحات اخرى تكرس معادلة ثلاثية جديدة للردع برا وبحرا وجوا وتشكل الرد العملي والمسبق على اية محاولات واطماع اسرائيلية في الارض والبحر والجو.

وعلى عكس تهويل البعض اوضحت المصادر «ان ما حدث اول امس ليس امرا عاديا او مجرد خرق للاجواء في فلسطين المحتلة بقدر ما هو تأكيد حقيقة قوة الردع التي يملكها لبنان بمقاومته، وهي تبعد الحرب ولا تقرّبها لان العدو بات اسير حسابات معقدة وصار يعدّ للالف وليس للمئة قبل القيام باي مغامرة ضد لبنان».

صدمة وارباك

في الاوساط الاسرائيلية ولليوم الثاني على التوالي حظيت الطائرة المسيّرة «حسان» والخرق الكبير الذي قامت به للدفاعات الجوية الاسرائيلية باهتمام وسائل اعلام العدو الذي لم تخف صدمة المسؤولين الاسرائيليين والارباك الذي حصل في قيادة جيش العدو.

وبموازاة فتح تحقيق في اسباب فشل الدفاعات الجوية والقبّة الحديدية في اعتراض الطائرة المسيّرة لحزب الله اجمع المعلقون العسكريون الصهاينة في محطات التلفزة ووسائل الاعلام على نجاح الحزب في ما اقدم عليه، ووصف مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12 العبرية نير دفوري دخول الطائرة حسان الاجواء الاسرائيلية بانها «محاولة ناجحة لحزب الله» مشيرا الى انها كانت كما يبدو في مهمة جمع معلومات استخبارية وربما تحمل كاميرا.

واضاف انه بعد تجاوز الطائرة من لبنان الى الاراضي المحتلة حاولوا اسقاطها مرتين عبر مروحيات حربية وعبر منظومة القبّة الحديدية، ولكن بعد الاعتقاد بالنجاح في اعتراضها جنوب صفد اكتشفوا انها نجحت في الاستدارة والعودة الى لبنان.

وقال المراسل الاسرائيلي «كما ان اسرائيل تجمع معلومات استخبارية عن حزب الله، وترسل محلقات ومسيّرات وامورا اضافية، هكذا ايضا فان حزب الله يحاول جمع معلومات استخبارية عن اسرائيل.

واعتبر مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 اورهيلر «ان وجهة الجيش الاسرائيلي حاليا هي العودة الى الروتين الذي كان سائدا قبل اختراق طائرة حزب الله، وانه «ليس هناك ردّ حالياً».

واشار الى انه «للمرة الاولى منذ العام 2018 سمع السكان في منطقة الجليل الاعلى وصفد صافرات الانذار»، لافتا الى ان من بين محاولات اعتراض طائرة حزب الله اطلاق صاروخ تامر من القبة الحديدية لكن دون جدوى.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان صفارات الانذار ادخلت السكان الى الملاجئ، وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان هناك هلعاً يسود في الشمال في اعقاب اختراق المسيرة، واضافت «ان مروحيات فوق رؤوسنا شعرنا بالحرب»

وذكرت «قناة كان» الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي سيحقق في فشل منظومة القبة الحديدية في اسقاط الطائرة.

ونقلت القناة عن لواء الاحتياط في جيش الاحتلال الاسرائيلي اسحاق بريك تساؤله «كيف سيوقف سلاح الجو الاسرائيلي 3000 صاروخ وقذيفة يوميا على اسرائيل والجبهة الداخلية، وهو لم ينجح في ايقاف طائرة مسيّرة واحدة؟». واوضح انه «في الحرب سيكون هناك مئات المسيّرات في اليوم ونحن غير مستعدين لذلك».

واضاف بريك «يتوقع لاسرائيل على المدى القريب والبعيد كارثتان على المستوى القومي، سوف تكلفانا الاف الضحايا، وبنى تحتية مدمرة والعودة عشرات السنوات الى الوراء، وهي هزّة ارضية وحرب متعددة الساحات».

ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤول عسكري اسرائيلي بان «ردّ اسرائيل على اطلاق حزب الله مسيّرة كان مبالغا فيه»، موضحا «ان ردّنا حقق للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هدفه من تصريحاته الاخيرة بشأن تطوير طائرات مسيّرة».

حزب الله ومثلث الردع

وامس اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض خلال فعالية رفع «راية شهداء المقاومة» على تلة الحمامص مقابل مستعمرة المطلة «ان تراكم القوة لدى المقاومة وتثبيتها لمعادلات الردع، وتطوير هذه المعادلات، بحيث باتت تغطي البر والبحر والجو، هي الحقيقة التي ستفرض على الاسرائيلي التراجع، وبالتالي اعادة سيادة لبنان على ثرواته في البحر وهي التي ستفرض عليه لحظة الاندحار عما تبقى من ارض لبنانية محتلة».

وشدد على «ان هذه حقائق ووقائع سنشهدها، والمسألة مسألة وقت، وهي نتائج موازين القوى بيننا وبين العدو الاسرائيلي، وهي موازين قوى آخذة يوما بعد يوم في الميل لصالح المقاومة، لان العدو عاجز عن التكيف مع قواعدها ومنطقها».

«اليونيفيل» تتحرك لخفض التوتر

وصف الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفيل» اندريا تينانتي الوضع في الجنوب بالهش، لكنه اضاف بان «اليونيفيل» تعمل الى احتوائه لانه قابل للاحتواء.

واشار الى ان القوات الدولية تعمل الى تخفيض حدّة التوتر بالاتصال بالجانبين على طرفي الحدود، مضيفا «ان افضل وسيلة لخفض التوتر هي الحوار الذي تعمل اليونيفيل على ترسيخ مبدئه».

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com