هم يبيعون الوطن لاحتلالٍ بعدَ احتلال، ووصاية بعد وصاية،…. اما هو فيقاتل من اجل التحرير، ويناضل من اجل الحرية والسيادة والاستقلال، ويُنفى لأنَّ المعتدين الداخليين والخارجيين على حقوق لبنان واللبنانيين لم يأخذوا توقيعه.
هم يتلاعبون بقوانين الانتخاب، ويستهدفون التمثيلَ السياسي الصحيح، ويضربون نسيجَ لبنان بالتجنيس العشوائي، والقضم المنظم لإدارات الدولة…اما هو فيرفع الصوت من اجل حقوق جميع الافراد والمكونات على حد سواء، ليكون الميثاق والشراكة والمناصفة ضمانةَ الجميع.
هم يمنعون اقرار الموازنات وقطع الحسابات، مستهزئين بالدستور، وراسمين الخطوط الحمراء، لمنع كلِ اشكال المساءلة والمحاسبة… اما هو فيعلن بصراحة، مراراً ومنذ سنوات، ان لبنان وطنٌ منهوب وليس مكسوراً، ويفضح السرقات والسمسرات على اشكالها.
هم يحمون الفاسدين ويخبؤونهم، اما هو فيحيل عشرات ملفات الفساد الى الجهات القضائية المختصة، ويدعو القضاء الى المبادرة، ويَطلب حتى من اقرب المقربين اليه المثول لدى القضاء اذا اقتضى الامر، والشواهد كثيرة.
هم يختلفون على كل شيء، من التكتيك الى الاستراتيجيا، لكنهم يتكافلون ويتضامنون ضد المشاريع التي يطرحها، والتي يفيد تحقيقُها انصارَهم كما كلْ الناس، في الكهرباء والمياه والسدود ومختلف نواحي الحياة.
هم يبحثون عن مكاتب القاعدة في البقاع الشمالي، ويصفون الارهابيين بالثوار، ويفضلون داعش على ابناء بلدهم بتصريحات وقحة، لكن موثَقة، لبعض مسؤوليهِم الحزبيين، اما هو فيحذرهم من الارهاب والتطرف، ويؤمِّن القرار السياسي لإخراج التكفيريين بالقوة من الجرود، وكشفِ مصير العسكريين المخطوفين.
هم يزايدون بالكلام في موضوع توطين الفلسطينيين، فيما مشاريعُهم تصب في الاتجاه الآخر، اما هو فيتمسك برفض التوطين وبحق العودة حتى الرمق الاخير.
هم يتهمونه بالعنصرية، ويماطلون في اقرار خطةِ عملٍ حكومية لتحفيز العودة على مدى سنين، ويرفضون التواصل مع دولة جارة، لا متنفس للبنان عبر البر الا منها، للمساعدة في حل الموضوع، اما هو فيعمل لعودة آمنة كريمة للنازحين السوريين الى بلدهم.
هم يحرِضون الناس على الاقتتال ويُحيون خطوط التماس القديمة، اما هو فيدعوهم الى السلام، ويعقد التفاهمات الوطنية العابرة للطوائف والمذاهب والمناطق في سبيل ذلك.
هم يتهربون من القضاء في جريمة انفجار مرفأ بيروت، اما هو فيتمسك بالعدالة من دون تسييس او استهداف، ويعلن انه مستعد للإدلاء بإفادته لدى المحقق العدلي اذا لزم الامر، مع ان الدستور واضح في هذا المجال.
هم يخرَّبون البلد ويقطَعون الطرق تحت عنوان الاصلاح، اما هو فيدعو الاصلاحيين الفعليين الى الحوار والتعاون.
هم ينشرون قناصيهِم النيابيين في الجلسات التشريعية، لاصطياد الاصلاحات” المحرزة ” سياسياً، ونحرِها اصلاحاً اصلاحاً، تماماً كما حصل امس بقانون الانتخاب في قصر الاونيسكو، اما هو فيقدم عشرات القوانين الاصلاحية، التي يتجاهلونها او يفرِّغونها من المضمون، ثم يزايدون.
هم يرسمون سياساتٍ اقتصادية فاشلة، وأخرى مالية خاطئة، أما هو فيحذرهم منها منذ التسعينات، ليأتي اليوم من يحمَلُهُ وحدَه نتائجَها الكارثية على الدولة والشعب.
هو يتعامل بأخلاقية مشهودة مبنية على قيمٍ إنسانية ووطنية، أما هم فحاقدون كارهون، ينتقمون من الوطن والشعب، فقط كي ينقضُوا عليه.
هم يخافون من التدقيق الجنائي ويعرقلونه مراتٍ ومرات، ويلتفّون عليه لإسقاطه، اما هو فيلاحقهم لحظة بلحظة، ويفكك عقدَهم عقدة عقدة، حتى بات التدقيق مصيراً لا مفر منه، لكل مرتكبٍ وفاسد، مهما علا شأنُه، أو أمَّن من حماياتٍ في الداخل والخارج.
هم بكل وضوح منظومة فاسدة، تقبِض على الدولة اللبنانية منذ ثلاثة عقود، اما هو فيبقى العماد ميشال عون، “الجنرال”، الذي يَستخرج الامل من مستنقع اليأس، ويبعث التفاؤل من رماد التشاؤم.
كلهم يتكلمون، أما هو فيفعل. وفعلُه في موضوع التدقيق الجنائي اثمر انطلاقاً عملياً للتدقيق اعتباراً من صباح الغد، ليدخل يوم 21 تشرين الاول 2021 تاريخ محاربة الفساد في لبنان من بابه العريض، وعلى عهد الرئيس ميشال عون، في انتظار كشف الحقائق الدامغة التي ينتظرها الناس منذ زمن طويل، ليبنى على الشيء مقتضاه.
في الخلاصة، هم “جهنم” الفعلية للبنان واللبنانيين، اما هو، فقوات الجحيم لن تقوى عليه بالصدق والحق والعدالة.
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا