الجمعة 26 تشرين الثاني 2021

ضياع البوصِلة عنوان المرحلة.

ففي موضوع الدولار، البوصِلة ضائعة، والناس لا يفهمون سبب الانخفاض المفاجئ كما الارتفاع في سعر الصرف، في وقت تؤكد الجهات المعنية كافة أن الأسعار المتداولة في السوق السوداء، ليست هي الأسعار الفعلية، ولا تعبِّر عن الواقع، لكنها عملياً المعتمدة من قبل التجار وعلى الناس.

وفي موضوع الحكومة، البوصِلة ضائعة، فالمعنيون من القوى السياسية لم يحسموا أمرهم بعد لناحية العودة إلى جلسات مجلس الوزراء، التي باتت ضرورة قصوى للسير بالمفاوضات مع صندوق النقد وللحسم في بعض الملفات المعيشية، مترقبين ربما تصاعد الدخان الأبيض من كواليس المشاورات حول تسوية ما، من أهمِّ شروطها المسرَّبة، العودة إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء في قضية انفجار المرفأ.

وفي موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، البوصِلة ضائعة، ليس بسبب الطعن في التعديلات المشبوهة الأخيرة وفي خرق الدستور بالنسبة إلى النصاب، بل بفعل التخبط الذي حلَّ بالقوى والشخصيات السياسية، التي يبحث أكثرُها عن شعارات تقنع الناخبين، وتحالفاتٍ تترجمُها، من دون أن يحالفها الحظ في ذلك حتى إشعار آخر.

وفي موضوع التحركات الاعتراضية، البوصِلة ضائعة. ففي وقت يسأل كثيرون أين الحراك والانتفاضة والثورة والناس من المسببين الحقيقيين لسوء الأحوال، لم يجد البعض إلا الوزير هكتور حجار، صاحب المسيرة المعروفة على الخط الاجتماعي، هدفاً للاحتجاج، ولاقتحام وزارة الشؤون الاجتماعية، فيما غابوا عن مقرات ووزارات، لطالما عاث قاطنوها فساداً في حق الدولة، ونهباً للمال العام، وارتكابات يدفع ثمنَها اللبنانيون في كل يوم.

في الخلاصة: البوصِلة ضائعة، نعم. ولكن ليس عند الجميع. فثمة في البلاد، من يعمل من أجل الوطن، ومن يصرُّ على خوض المعارك حتى النهاية، ولو وحيداً أو شبه وحيد، وهو وحدَه من يستحق الدعم والتأييد، ومن تُعقدُ عليه الآمال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com